--------------------------------------------------------------------------------
العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام العربية بعد التطبيع مع إسرائيل
القضية الفلسطينية لم تكن من أولويات المسلمين والعرب بصفة خاصة على الأقل فى العشرين سنة الماضية ، بل أصبحت عبئاً ثقيلاً عليهم أقلق مضاجعهم وأهدر أموالهم التى يفضلون أن تذهب إلى طاولات القمار والملذات فى الغرب والشرق عن أن تذهب إلى كل الفقراء والمساكين والذين أبتلوا بالحروب والكوارث من المسلمين حول الدول العربية وليس حول العالم .
فبعد أكثر من نصف قرن تاه فيها الحكام والقادة العرب وإحتاروا ومضى منهم من مضى ولم يجدوا حلاً بعد كل الرفض والتأبى والإباء السابق غير مبادرة الملك السعودي عبدالله فى قمة بيروت 2002 م التى قررت وبالإجماع على إقامة علاقات طبيعية " تطبيع " مع إسرائيل مقابل إنسحاب الأخيرة من كل الأراضى العربية المحتلة عام 67 والإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس مع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم لتصبح المقولة بعد الإجماع العربي على التعديل كالآتى : ما أخذ بالقوة يمكن إسترداده بالتطبيع إن رضيت إسرائيل ، بالرغم من أن هناك رجال صادقون فى توجههم لتحرير فلسطين وغيرها وهم قادرون على ذلك إذا أصرت إسرائيل ومن يقف خلفها على المراهنة لقوة السلاح أوسلاح القوة ، ولكن هناك من يعيقهم ويضع العقبات أمامهم ويستغلهم سياسياً فى وقت الأزمات بطرق أقل ما يقال فيها أنها حقيرة .
إذا كان هناك أكثر من 312 مليون شخص يعيشون فى الوطن العربي ولا يخرج منهم فى أفضل الأحوال غير بضع آلاف للهتاف ضد إسرائيل وجبروتها والبقية لا يهمهم ما يجرى لأخوتهم فى الدين على الأقل ألا يعد ذلك فاضحاً لإدعائهم الكاذب للدفاع عن العرض والأرض المغتصبة ؟ هذا ناهيك عن الذين يغيرون القناة التى تنقل لهم مثل هذه الأخبار البشعة ، وليس غريباً أيضاً أن تراهم يشاهدون مشاهد الموت والدم والجوع والمرض والنزوح والتشرد والضرب فى المخيمات ومعسكرات اللجوء وهم يتناولون أشهى المأكولات ويرتشفون المشروبات بأنواعها المختلفة مع تبادل النكات والضحك وقول كلمة يا حراااااااام بصوت ناعم ودهشة منعمة .
القضية الفلسطينية أصبحت موضة لجني الأموال فى أوروبا وغيرها من الدول ، فهناك من يجمعون الزكاة والضرائب باسم فلسطين وهناك من يسرقون ويأكلون الربا ويتاجرون فى الممنوع وهم يمارسون الدعارة علناً باسم فلسطين وهناك أيضاً من يلعب اللوتري ليكسب بعض الأموال باسم فلسطين ولكنهم لم يصلّوا أو يصوموا يوماً واحداً لأجل فلسطين وفلسطين بريئة منكم ومن " عمايلكم " .
لم يفعل الحكام والقادة العرب بعد الهزيمة غير الشجب والإستنكار والإدانة على إستحياء والتى تفعلها حتى المنظمات اليهودية ، ثم جاءت مبادرتهم البيروتية الجماعية التى تسعى للتطبيع مع إسرائيل والتى كانت ستكون أفضل حالاً لو حدثت فى الماضى لأن فرصتها أكبر ، أما الآن فاسرائيل هي التى تضع قواعد اللعبة بغض النظر عن من يقف خلفها والحكام لا يملكون غير السمع والطاعة فما بالك فى أن يفرضوا أو يضعوا شروطاً لذلك التطبيع المهين مع نزول سقف التنازلات وتضاؤلها ساعة بعد ساعة حتى أختزلت القضية الآن فى قضية غزة وليست فلسطين أو بين حماس وإسرائيل لأن المشكلة إنتفت بين عباس أو فتح وإسرائيل وقد تنزل درجة أخرى لتصبح بين خالد مشعل وإسماعيل هنية وإسرائيل إلى أن تصل وتصبح مشكلة شخصية بين مشعل وباراك بعد موافقة إسرائيل على التطبيع مع الدول العربية لتكون العناوين الرئيسة فى الأخبار والصحف كالآتى :
العقيد القذافي يبارك للجميع ويرسل برقية تهنئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه المكرمة الإسرائيلية العظيمة ويهنىء الشعوب العربية قاطبة لهذا الإنتصار العربي العظيم على غرار النهر الصناعي العظيم ويعد بزيارة قريبة للمسجد الأقصى قبل التوجه للعاصمة الإسرائيلية لقضاء ثلاثة أيام بلياليها فى ضيافة الدولة الإسرائيلية الصديقة ، والرئيس السوداني يستقبل نظيره الإسرائيلي فى الخرطوم ويتفقد أوضاع الجالية اليهودية هناك قبل التوجه لليمن فى زيارة تاريخية لصنعاء والجالية اليهودية فى عمران تقيم له إحتفالاً عظيماً إحتفاءً بقدومه الميمون ، وأمير قطر يزور العاصمة تل أبيب علناً ويرافقه وفد رفيع المستوى ، والرئيس المصري يبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي فى تل أبيب وهي الزيارة الثانية لرئيس مصري السبل الناجعة لمكافحة الإرهاب والتطرف الديني ، ودولة الإمارات تكشف لأول مرة أنها كانت على إتصال سري مع إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات لتبرهن على أنها كانت السباقة فى العلاقات السرية أيضاً ، والسفارة الإسرائيلية فى المنامة تقيم حفل عشاء بمناسبة العيد الوطني الإسرائيلي ، ووزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الإسرائيلي فى الرياض كأول سفير فى المملكة قبل لقاءه بخادم الحرمين الشريفين على مائدة عشاء أقيمت بمناسبة تطبيع العلاقات بين البلدين الشقيقين ، والرئيس السوري يتلقى دعوة من دولة إسرائيل لإلقاء كلمة أمام الكنيست بمناسبة التطبيع وعودة الجولان .
وتتوالى الزيارات التأريخية من الحكام والملوك والرؤساء والأمراء العرب إلى إسرائيل ، والولايات المتحدة تشيد بالخطوة وتباركها وتدعوا إيران للإنضمام لرغبة المجتمع العربي المسلم .
وتظهر أسرار وخبايا وخفايا الأنظمة العربية ليكتب التاريخ الجديد والحقيقي بعد كشف المستور وعندها ستعلم الشعوب كم كانت مخدوعة ومُستغلة ومطية لحكامها الذين يظهرون خلاف ما تنضح به وجوههم وأيديهم .
أما فيما يختص بالدول التى كتبت من قبل على جوازات سفرها " كل الدول عدا إسرائيل " فستغير تلك العبارة إلى الآتى :
كل الدول وخاصة الشقيقة إسرائيل .
وكذلك سيفعل " شعبولا " مع أغنيته الشعبية السابقة ( أنا بكره إسرائيل ) إلى " حقك علي يا إسرائيل " التى تقول كلماتها الجديدة :
والله ما كناش عارفين
ده نحنا اللى غلبانين
أهو راسك أبوسها
وازيدك كمان إتنين
وحياتك إنتى أكوسها
عيونك يا أم العينين
عشان هوا التطبيع
أرقص واغنى وابيع
حقضى إجازتى فى حضنك
إيه يعنى شرم الشيخ
ما هناك ألاقى حبايبى
مزه وعسل يا شيخ
كل اللى كان ناقصنا
أختنا رجعت لينا
حرام والله حرام
نضرب بعض ونموت
وكلو بسبب حكامنا
أهو كلو يعدى يفوت
وطول ما نحن جنبك
حنبقى صاغ سليم
وما فيش حاجه حتغلى
كل شى بمليم
ما انتى حبيبة ألبى
وبيك حنبنى ... حنبنى
حنبنى الشرق الأوسط الكبير
الشرق الأوسط الكبير
ييييييييييييييييييييييه